الرسم بالريشة يتطلب معرفة عميقة لمختلف تقنيات التعبير

الرسم بالريشة فن من الفنون القديمة، والمقصود به: هو كل عمل يتم بواسطة آلة تعطي خطوطا وتحوي على مادة الحبر .. وقد استخدمت ريشة القصب في العصور القديمة وريشة الوز في العصور الوسطى والريشة المعدنية في العصور الأخيرة، وأخيرا في عصرنا الحاضر يستخدم قلم الحبر السائل أو الناشف بمختلف أنواعه، على أن يتم الرسم بطريقة رسم خطوط ذات لون واحد وسطح واحد. والحبر المستخدم هو الحبر الصيني، كان يستخدم على شكل مكعبات أو أشكال أسطوانية تذوب في الماء قبل استخدامها، أما الآن فهو موجود على شكل سائل بلون أسود فاحم وممزوج بمادة صمغية.
ومن مزايا الحبر الصيني أنه يعطي لونا كثيفا لايمحى، وكثافته ومرونته تسمح برسم الخطوط الشديدة الدقة، أما إذا تمت إذابته في الماء المقطر أو المغلي فإنه يعطي لونا فاتحا وذو نعومة فائقة.
أما أفضل أداة لهذا النوع من الرسم فهي ريشة الرسم، وهي ذات الحجم المصغر والرأس الدقيق الناعم، وتعطي خطوطا سميكة أو بالعكس تعطي خطوطا دقيقة، وهذا يعتمد على الضغط الحاصل عليها وطريقة المسكة الصحيحة .
وعند الرسم يظهر الإبداع باستخدام ريشة بمختلف القياسات، وبعض الرسامين يستخدمون ريشة من وبر ابن عرس أو السمور أو أي نوع آخر.

قلم الحبر واستخدامه في الرسم
أقلام الحبر هي الأداة المستخدمة حاليا في الرسم بالريشة. ولهذه الأقلام ريش مختلفة مزودة بأنبوب سائل، ولها عدة وظائف مختلفة في الاستعمال. وهذه الأنواع من أقلام الحبر تتألف من قبضة ومن وصلة للقبضة، وهذه الأخيرة تحوي أنبوبة الحبر أو مخزن الحبر. وهي ترسم خطوطا بسماكة ثابتة، لذا يجب أن يكون هناك عدة وصلات للقلم تختلف من حيث الحجم – من 0.10ملم – 2ملم، وهي تتدرج بنسبة عشر الملم. والدرجات التي تستعمل في الرسم الفني وفي الرسم الدعائي هي: 0.2-0.30-0.50 -1 وعند الرسم للأغراض الدعائية يستعمل السائل المائي الأبيض للتعديل من بعض الأخطاء أو لإظهار بعض الخطوط والملامح. والعمل الدعائي يتطلب استعمال المسطرة أو الزاوية أو خطاط الرسوم أو البركار المسطر الصغير الذي يسمح تنفيذ المنحنيات ذات الشعاعات الصغيرة.
ويختار الفنان الورقة التي سيستخدمها كمسند، وتكون إما من ورق البريستول ناعمة أو ورق محبب حسب التقنية التي سيستخدمها الفنان، والتأثيرات التي يرغب في إيجادها في الرسم. وكل رسم بالريشة يتطلب ورقة من نوعية قوية بحيث لايترك وبرا عند تحرك الريشة على الصفحة، ونفس الورقة يمكن استعمالها عند استعمال الريشة من الوبر في حال الرغبة في الحصول على تأثيرات الملامح غير كاملة.
وتقنية الرسم بريشة القصب يتطلب أيضا ورقا محببا بهدف الحصول على تأثيرات متشابهة.
الورق المناسب للرسم
الورق المقوى ذو صفحة واحدة، وهو مصنوع إما من الصلصال أو من مادة أسيد الباريوم بشكل متجانس وصفحة ناعمة. ويتم الرسم عليه بشكل طبيعي بالريشة، أو طلي صفحته بالحبر الصيني على كامل الجزء المرغوب العمل عليه.
والعمل يتم على صفحة ناشفة بواسطة مشرط التطعيم، وهو عبارة عن مشرط من المعدن يستعمل للتطعيم، فكل خط يحفر بهذه الأداة، يحفر الدهان ويخرج قشورا دقيقة ويترك مكانها آثارا بيضاء، فالعملية تتمم كالحفر على الخشب والمشرط يقوم بدور الأزميل في الخشب .
لايوجد فنان لم يستخدم الرسم بالريشة، والعديد من الفنانين استخدموا وبرعوا في هذا الفن، أمثال دافنشي وبيكاسو وغيرهم، لأنه عمل يظهر التعابير ويستخدم في تزيين أغلفة الكتب والقصص وكتب الشعر وكثير من الإعلانات والنماذج في الصحف. منقول من المنتدى المرسم